اركان الحكومة الاسرائيلية يتعهدون بانجاح صفقة تبادل الاسرى مع حماس

أركان الحكومة الإسرائيلية يتعهدون بإنجاح صفقة تبادل الأسرى مع حماس

الجنرال جلعاد: المفاوضات غير المباشرة مع الحركة ستستأنف لإنجاز الصفقة

تل أبيب: نظير مجلي
أكد الجنرال عاموس جلعاد، المفاوض الرئيسي الاسرائيلي مع حركة حماس، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، ونائبه وزير الدفاع، ايهود باراك، يضعان في سلم اهتماماتهما إعادة الجندي الأسير جلعاد شليط. وقال انه إذا كان الأمر يتعلق بهما، فإنهما لن يألوا جهدا لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس في أقرب فرصة ممكنة. وأشاد جلعاد في حديث اذاعي، أمس، بموقف حماس، التي لم تستغل صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله ولم تطرح مطالب جديدة لاطلاق سراح شليط. كما أشاد بمصر «التي نراها اليوم جديدة جدا للتقدم في هذه الصفقة». وقال ان مصر تجري اتصالات مكثفة مع دول الاتحاد الأوروبي للتوصل الى تسوية بخصوص إعادة فتح معبر رفح بالشروط التي كانت سائدة قبل سيطرة حماس على قطاع غزة. وأكد ان المفاوضات الاسرائيلية غير المباشرة مع حماس ستستأنف في القريب حول كل القضايا العالقة لإنجاز الصفقة.
وكانت أوساط اسرائيلية سياسية وعسكرية قد أعربت عن مخاوفها من أن تطرح حماس مطالب جديدة تصعب التقدم في المفاوضات حول تبادل الأسرى. وبدأت هذه الأوساط، مدعومة من قوى المعارضة اليمينية، حملة لتحديد معايير جديدة لاطلاق سراح الأسرى تؤدي الى خفض سقف الثمن الذي ستدفعه اسرائيل في الصفقة مع حماس. وكما يبدو فإن هذه الحملة ستواجه هي أيضا بحملة مضادة من قوى جماهيرية مختلفة الانتماء، تطالب بإنجاز الصفقة التي تعيد شليط. ويقف على رأس هذه الحملة رفاق شليط في الوحدة العسكرية، الذين سيسرحون من الجيش يوم الثلاثاء المقبل. فقد قرروا بدء مسيرة من قاعدة التسريح في تل أبيب الى ساحة رابين المركزية، واختتامها بمهرجان جماهيري يطلق فيه المطلب الشعبي بالعمل سريعا على اطلاق سراح رفيقهم جلعاد. وتلقى منظمو هذه الحملة دعما لافتا للنظر من عائلتي الجنديين الاسرائيليين، الداد رجيف وايهود غولدفاسر، اللذين أعيدا من أسر حزب الله أول من أمس. فقد زار العائلتين للتعزية، نوعم شليط، والد الأسير. فأبلغاه ان عائلتيهما ستنتظران حتى انتهاء أسبوع الحداد، ثم تتجندان بكل قواهما في المعركة لاطلاق سراح شليط. وعقَّب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، تساحي هنغبي، على هذه الحملة فقال: «أنا من أولئك الذين يعارضون دفع ثمن باهظ لإطلاق سراح الأسرى. ولكنني أقرأ الخريطة جيدا وأفهم ان أي رئيس حكومة في اسرائيل لا يستطيع الصمود في مواجهة المطلب الشعبي بالعمل على اطلاق سراح الأسرى. فالمجتمع الاسرائيلي يتعاطف مع عائلات الأسرى بشكل كبير ويتمسك بالمبدأ القائل انه يجب عمل أي شيء ودفع أي ثمن في سبيل اطلاق سراحهم. وأنا لم أشهد خلال كل سنوات عملي السياسي الطويلة، مجموعة ضغط (لوبي) في اسرائيل، أقوى وأكبر من اللوبي الذي تبلور من أجل اطلاق سراح الأسرى. ولذلك، فإنني أفهم رضوخ رئيس الوزراء الحالي ورؤساء الحكومات الذين سبقوه، عندما دفعوا ثمنا كبيرا كهذا لقاء الأسرى».
وتفيد مصادر سياسية واعلامية بان هذه الحملة ستشكل رافعة لرئيس الوزراء، أولمرت، حتى يدفع بالصفقة مع حماس الى الأمام، علما بأنها تساعده في معركته الداخلية في مواجهة تحقيقات الشرطة وآثار هذه التحقيقات على مكانته السياسية والحزبية. وكما في الصفقة مع حزب الله، ينوي أولمرت المضي في الصفقة حول شليط، رغم معارضة أجهزة المخابرات وقوى اليمين المعارض. وقد سانده في موقفه هذا قادة الجيش ووزير الدفاع، ايهود باراك، ومعظم وزرائه في الحكومة. وكان باراك قد تعهد خلال جنازة غولدفاسر، أمس، بأن يكرس كل جهد من أجل إنجاح المفاوضات لإطلاق سراح شليط.