كيف نستطيع أن نصنع مجتمعاً قارئاً؟
د. جبريل بن حسن العريشي
رئيس قسم المكتبات والمعلومات
جامعة الملك سعود
محباً للعلم والتعلم ومندفعاً نحو القراءة والكتاب؟
يبدو أن هناك العديد من العوامل التي من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في تنشيط عادة القراءة عند لأبناء المجتمع، وسأتحدث عن كل عامل منها على حده ــ الرغم من تداخل الكثير من الأدوار المشتركة فيما بنيها ــ وهي: الأسرة، المدرسة، المجتمع، الإعلام، الدولة.
أولاً: الأسرة ودورها في تنمية عادة القراءة
الكثير من الكتاب عندما يتحدث عن العوامل المؤثرة في تكوين وتنمية عادة القراءة ، يقوم بإدراج (الأسرة) كعامل أساسي وأولي في ذلك ، وما ذلك إلا لأن (قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقى فيها من شيء قبلته ) كما عبر عن ذلك الإمام علي رضي الله عنه، والطفل صفحة بيضاء فكلما نقش فيها لون تلونت تلك الصفحة بذلك اللون .. هذا بالإضافة إلى أن تقبل الطفل أكثر وأسرع من تقبل غيره .
ثانياً: المدرسة ودورها في تنمية عادة القراءة
مسألة إيجاد الطفل القارئ (المثقف) ليست مسؤولية الأسرة وحدها فحسب، ولكنها مسؤولية المدرسة أيضاً، والمدرسة الابتدائية هي الأساس في ذلك، ومن الأمور البديهية أن من أهم الأغراض التعليمية هي توجيه الأطفال نحو الكتب، إذاً علينا أن نبدأ البناء من أسفل وليس من أعلى فنركز على الطفل الذي هو شاب المستقبل، فنضع برامج تعليمية ومقررات دراسية نبرز فيها بصورة واضحة أن المكتبة والكتاب وغيرهما من المواد الثقافية هي العماد الذي يجب أن يعتمد عليه الطالب، فنربي في الطفل عادة القراءة والقراءة الحرة .
فليس من الصحيح أن نطلب من التلميذ أو الطالب في المدرسة أن يقرأ وبتثقف ذاتياً، اعتماداً على قراءات ومهارات خاصة يزاولها بنفسه دون أن نوضح له الطريق ، فالتعلم الذاتي وربما يكون هو الأسلوب الأمثل خلال عملية التعليم ولكن بعد أن نبين للطالب كيف يكون وبأي صورة يتم ؟
ثالثاً: المجتمع ودوره في تنمية عادة القراءة
تقع مسؤولية كبيرة على المجتمع كله وخصوصاً العلماء والمثقفون منهم نحو غرس هذا التوجه ــ القراءة ــ في نفوس أبناء المجتمع صغاراً وكباراً ، وذلك عن طريق مختلف الأساليب المتاحة والممكنة ، وخصصنا الكلام هنا عن العلماء والمثقفين دون غيرهم ، ذلك لأنهم يجب أن يكونوا في موقع القدوة والتأثير على أبناء المجتمع ، ويمكن أن يمارس هذا الدور عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات التي تركز على هذا الموضوع المهم وأيضاً عن طريق إقامة المسابقات الثقافية المشجعة ، وغير ذلك من الأساليب ، كقيام المثقفين من أبناء المجتمع بإعارة كتبهم لمن يطلبها ؛ والعمل على إهداء ما توافر منها – بالنسبة لميسوري الحال منهم – فزكاة العلم تعليمه لمن لا يعلمه .
ولا ننس ضرورة مشاركة أبناء المجتمع ( رسمياً وشعبياً ) في إنشاء المكتبات العامة والعمل على تطويرها من أجل الترويج لعادة القراءة في المجتمع ، وكان من المفترض أن تسهم – المكتبات العامة – مع غيرها من أنواع المكتبات في خدمة المواطنين والمقيمين على اختلاف مستوياتهم الثقافية ، وتخصصاتهم العلمية ، وميولهم المذهبية، ومما يقترح في هذا المجال أن تكون في الجوامع والمساجد وأماكن العبادة عامة مكتبات مناسبة، فذلك قد يشجع من يؤم هذه الأماكن على القراءة وخاصة الناشئة منهم ، نتيجة للصفاء الروحي والتوجه الشعوري الذي عادة ما يحدث لمن يؤم هذه الأماكن فيغلب معه الاتجاه للكسب المعنوي الذي يعد الكسب المعرفي شكلاً من أشكاله .
ففي السابق كان اهتمام المسلمين كبيراً بالمكتبات ، وذلك إدراكاً منهم لأهمية الدور المناط بالمكتبة والكتاب في حياة الإنسان – الفرد والمجتمع – حتى أن ويل ديورانت في كتابه "قصة الحضارة" يقول : "كان عند بعض الأمراء كالصاحب بن عباد من الكتب بقدر ما في دور الكتب الأوروبية مجتمعة"، وتؤكد المستشرقة الألمانية زيفريد هونكه في كتابها القيم " شمس العرب تسطع على الغرب " نفس الحقيقة إذ تقول : " إن متوسط ما كانت تحويه مكتبة خاصة لعربي في القرن العاشر ، كان أكثر مما تحويه كل مكتبات الغرب مجتمعة "، أما في عصرنا الحاضر، فإننا نشكو من مشكلة " عدم الوعي بأهمية المكتبات في التنمية والتربية والبحث والثقافة، ولا يقتصر عدم الوعي هذا على المواطنين العاديين، ولكنه ينسحب – وهذا هو الأخطر – على المسئولين الحكوميين أصحاب القرارات.
رابعاً: الإعلام ودوره في تنمية عادة القراءة
في بعض الأحيان قد تسأل صديقاً لك،
ماذا تقرأ ؟
فيجيبك: إنني أقرأ الكتاب (الفلاني)
تسأله لماذا بادرت في قراءته ؟
يجيبك: قرأت له عرضاً في إحدى المجلات، أو رأيت إعلاناً له في إحدى الصحف اليومية.
من خلال هذا المثال البسيط نستشف أهمية الدور الذي يمكن أن يمارسه الإعلام المكتوب وكذا المرئي والمسموع في الترويج لعادة القراءة في المجتمع، ومما لا شك فيه أن لوسائل الإعلام قدرة كبيرة في التأثير على سلوكيات المشاهد وتفكيره، فوسائل الإعلام العصرية غيرت الكثير من عاداتنا وتقاليدنا، ولسنا في حاجة لسرد القصص والوقائع لإثبات ذلك؛ فالقارئ يستحضر في ذهنه – أمثلة عديدة – كما أتصور.
فالإعلام بإمكانه أن يقدم لنا جرعات صحية باستطاعتها أن تدفعنا للقراءة والكتابة ، من خلال عرضه لكتاب صدر حديثاً أو كتاب قديم كان له تأثيراً على مجتمع من المجتمعات ، وكذا عقد لقاءات مع مؤلفين لهم تأثيرهم على أبناء المجتمع ، ليتحدثوا من خلال برنامج تليفزيوني (مثلاً) عن أحد مؤلفاتهم وبالخصوص الحديثة الصدور، وغير ذلك من أمور .
ففي هذا الصدد يطيب لي أن أتحدث باستطراد عن فكرة " نادي أوبرا للكتاب" البرنامج التليفزيوني الذي تقدمه أوبرا وينفري على شاشة التلفاز، فقد ظل الكثير يعتقد أن الجمع بين متفرقين – التلفاز والكتاب – يبدو صعباً، بل يكاد الكثير يجزم بأن حرباً بينهم لا تسمح لهما بالالتقاء، حتى جاءت فكرة البرنامج ، فأصبح التلفاز نافذة لمكتبة تبيع الكتب ، نافذة يطل عليها عشرة ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، وخمسة عشر مليوناً خارجها، البرنامج الذي أدهش دور النشر ومطابع الكتب، فبمجرد عرضه تتطاير من رفوف المكتبات مئات الألوف من نسخ الكتب، يشتريها أناس ما عرفوا القراءة من قبل.
في كل شهر تقف " أوبرا " أمام عين الكاميرا ، وبيدها كتاب، مخاطبة متابعيها هكذا : " هذا اختياري كتاب لهذا الشهر ، أريدكم أن تذهبوا لمكتبات بيع الكتب، أريدكم أن تشتروا هذا الكتاب، أريدكم أن تقرءوه، ثم تطلب منهم أن يبعثوا رسائل إلكترونية أو ورقية محتوية تفاعلهم مع النص، ومن بعد، يتم اختيار أربعة أشخاص من مجموع كتاب الرسائل تلك، يطيرون ــ على حساب برنامج أوبرا ــ من أجل الالتقاء بمؤلف ذلك النص ، وتناول العشاء على مائدة أوبرا ، والتي يتم حولها نقاش النص وتجربة مؤلفه، وتجربة القراء الأربعة، ومداخلات أوبرا ، أمام عين الكاميرا الراصدة ، لتعرض مقاطع من ذلك النقاش، وفكرة عن الكاتب، خلال حلقة البرنامج المعنية ".
نعم ، نحن بحاجة لبرامج كهذه يعرضها التلفاز للتشجيع على عادة القراءة ولبيان ما للمكتبة والكتاب من أثر على حياة الأفراد والشعوب صعوداً أو نزولاً ، بدلاً من تركيز وسائل إعلامنا ( المرموقة ) على الرياضة التي أكلت الأخضر واليابس !! فلابد أن يقول لنا الإعلام بأن ( حاجتكم إلى القراءة كحاجتكم إلى الشراب والطعام ).
خامساً: الدولة ودورها في تنمية عادة القراءة
من الأدوار التي يمكن للدولة أن تقوم بها من أجل التشجيع على تكوين عادة القراءة في نفوس المواطنين ، قيامها بعمل البرامج الإذاعية والتليفزيونية التي تصب في هذا المضمار – بما أن أغلب إعلامنا رسمي – كقيامها بعمل الندوات والمحاضرات التي تتحدث عن القراءة وأهميتها في الارتقاء بفكر المجتمع وسلوكه وكونها السبيل الذي من خلاله نستطيع أن نعمل على بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتنا .
كذلك دعمها للبرامج التي تهدف إلى التعريف بالإنتاج الفكري سواء كان عالمياً أو محلياً ، خصوصاً أن الرغبة في متابعة الإنتاج المحلي موجودة لدى الكثير من الناس الذين لم يتعودوا مسك الكتاب ومداعبة أوراقه ، وقد قامت الدولة الفرنسية بمحاولة من هذا الطراز كتب لها النجاح.
فبإمكان الإذاعة أو التلفاز أن يقوما بالتعريف بإنتاج المواطنين في مختلف مجالات المعرفة، فما يضير إعلامنا لو والعقل.عياً بالتعريف بالإصدارات الثقافية والفكرية لأبناء الوطن ؟
ما الضير لو عرض لنا من خلال شاشة التلفاز برنامجاً يتحدث حول أفكار كتاب جديد عن الأساليب الحديثة لتربية الأبناء والارتقاء بمستوياتهم الثقافية والعلمية ؟ ما الضير لو عرض لنا كتاباً يتحدث عن التسامح وضرورة حل مشاكلنا وقضايانا التي هي محل الخلاف عادة بمنطق الحوار والعقل.. لا بمنطق العصا والسلاح ؟ أليس في ذلك الصلاح والخير لنا ؟!
فالدولة في الغرب مثلاً " تعلم تمام العلم أن سر التقدم والتفوق على الإبداع ، وأن ما من شيء يؤمن استمرارية هذا الإبداع سوى تشغيل العقل النقدي بالقراءة الدائمة والمجددة للأفكار . فالمطالعة ، من هذا المنطلق عادة حيوية للذهن تحثه على تخطي نفسه باستمرار ، فمن هذا المنطلق بالذات تقع على الدولة المسئولة مهمة السهر على عدم تراجع القراءة عند أبناء شعبها ، وبخاصة عند شبابها ، حيث أنه بذهاب القراءة يذهب الإبداع ، ومعه تذهب القدرة على المنافسة والصمود " .
إننا كشعوب ننتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي تقوم فيه حكوماتنا بإهدائنا المزيد من المكتبات العامة – التي تعد في الغرب من أهم مراكز الإشعاع الثقافي والتربوي – كما فعل "هارون الرشيد" حينما قام بإهداء " مكتبة بيت الحكمة " لبغداد ، تلك المكتبة التي بلغت شهرتها الآفاق ، وكما فعل غيره من الأمراء والحكام الذين حكموا في البلاد الإسلامية أبان العصر الذهبي للمكتبات الإسلامية.
في التسعينات ( 1993م ) شعر الفرنسيون بانخفاض في نسبة القراء ، حينها نزل وزير الثقافة الفرنسي ومعه كبار المؤلفين والكتّاب إلى الشوارع والحدائق العامة والمراكز الثقافية ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجان عام أسموه ( مهرجان جنون المطالعة ) ، هكذا هم يفعلون.
توصيات:
- يجب أن تسعى الأسرة لخلق شعور في نفسية الطفل بأنه منتسب إلى عالم الثقافة والفكر وذلك من خلال الاهتمام بآرائه ومقترحاته حول ما يقرأ.
- أن تهتم كل أسرة في المجتمع ، بإنشاء مكتبة منزلية وتعمل جاهدة على تزويدها بالكتب والإصدارات الثقافية المختلفة ومن المهم أن تحتوي – المكتبة – على نصيب وافر للأطفال ، إن لم نقل بضرورة عمل مكتبة خاصة بالأطفال .
- توفير الكتب المناسبة للطلاب في المراحل الدراسية المختلفة ، والتي تتميز بخاصية الجاذبية في الشكل والسلاسة في الأسلوب .
- أن تقام معارض للكتاب في المدرسة، بالإضافة إلى إقامة المعارض على مستوى المنطقة والدولة وأن تكون هناك مساحة جيدة من الحرية ، حيث يتاح لدور النشر المشاركة في عرض أكبر عدد ممكن من الكتب والإصدارات الثقافية الجديدة.
- أن تخرج المكتبات إلى الناس، لا أن ننتظر قدومهم ! ، بمعنى أن تقام ندوات ومحاضرات موسمية ( مثلاً ) لاجتذاب القراء، ويمكن أن يتمثل هذا الخروج عن طريق إقامة المعارض السيارة للكتب وبالخصوص في القرى والأرياف.
- تزويد المكتبات ( المدرسية، العامة... الخ ) بالوسائل السمعية والبصرية وخدمة الحاسوب التي تسهم في جذب القراء بتقديم خدمة سريعة لروادها .
- تنظيم الرحلات المدرسية المنتظمة لمعارض الكتب المحلية .
- مكافأة كل طالب يأتي بمعلومة جيدة ( خارجة ) عن الكتاب المقرر. وكل طالب متميز يكتب مقالة للصحيفة الحائطية (في المدرسة، في البيت، في المسجد ، ... الخ ).
- إصدار طبعات شعبية للكتاب بأسعار مقبولة – كما هو الحاصل في دولة مصر – يمكن للشباب أن يقتنيها والعمل على توفير الكتاب المناسب لمن يطلبه.
- ضرورة مشاركة أبناء المجتمع في عمل الدراسات والبحوث والمقالات، التي تسعى وتهدف لإيجاد الحلول لهذا الموضوع المهم.
- أن يأخذ الكتاب مكانه الطبيعي المرموق في وسائل إعلامنا المختلفة ، ويكون هناك تركيز على البرامج الثقافية التي تثير اهتمام المشاهد .
- أن تعقد برامج تليفزيونية، يشار فيها بالبنان إلى المؤلفين وكتاباتهم، وبالخصوص الوطنيين منهم ليكونوا قدوة وأسوة.
- دعم الكتب والإصدارات المختلفة التي تعنى بأدب الأطفال .
- قيام الدولة بتزويد جميع المراكز الحكومية من وزارات ومستشفيات و .. الخ بالإصدارات الثقافية المختلفة ، خصوصاً الجرائد اليومية ، فالمراجع للدوائر الحكومية يبقى أحياناً لفترة طويلة منتظراً دوره ، فلو وفرنا له مجلة أو جريدة في ركن خاص لربما استمتع بقراءتها وقضى على ملل الانتظار .
التقدم التكنولوجي في وسائل الإعلام:
مع التطور التكنولوجي والتقدم والسرعة ــ التي أصبحت سمة هذا العصر ــ بدأ الاتجاه نحو القراءة يضعف وازداد إقبال الناس على الأجهزة الحديثة المرئية والمسموعة وبظهور الأقمار الصناعية التي تربط الشعوب من أدنى الأرض إلى أقصاها انخفض الإقبال على القراءة، وتدنت أهمية القراءة عند العديد من الناس بظهور الكمبيوتر الحافظ للكتب وهو جهاز صغير يبرمج بعض الكتب فيقوم بحفظ المعلومات التي تحويها كاملة بحيث يستطيع الفرد قراءة الكتاب في دقائق معدودة. ويرى المثقفون والمفكرون والأدباء أن ظاهرة العزوف عن القراءة ليست ظاهرة خاصة تنفرد بها مجتمعاتنا العربية فقط وإنما هي سمة تسود دول وشعوب العالم أجمع.
ويرى هؤلاء أن التقدم التكنولوجي في وسائل الإعلام ليس هو السبب الوحيد في تلك الظاهرة بل إن هناك أسباباً أخرى لا تقل أهمية يأتي على رأسها المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية التي تحيط بالناس بالإضافة إلى الحروب التي تشتعل في الدول بين الحين والآخر .
ومن المؤكد أن شبكة الإنترنت أو الكتاب الإلكتروني وعلى الرغم مما يوفرانه من قدرات ومزايا عظيمة في مجال تداول المعلومات المركزة فإنهما ليسا الوسيلة ذات الأفضلية لدى القراء وهو ما يؤكد استمرارية الكتاب في أداء رسالته التثقيفية والتعليمية وفي الحفاظ على نشر الفكر والثقافة والأدب لعقود كثيرة مقبلة .
كثيرون من القراء في هذا الزمان لا يصبرون على الكتب العلمية التي تحتاج إلى الرؤية وبعد النظر ودقة الفكر ؛ لأن وسائل اللهو ومشاغل العيش وأعباء الحياة تحول بينهم وبين ذلك، هذا فضلاً عن أن استيعاب العلم يحتاج إلى جو هادئ بعيد عن الضجيج والعبث واللهو، وهذا لا يتيسر – مع الأسف – في كثير من البيوت والمجتمعات، وهذا من الحضارة الحديثة التي غرتنا في بيوتنا وأسواقنا ومجالسنا فتركت فينا الأثر السيئ، وألحقت بنا وبأخلاقنا وسلوكنا الضرر البالغ !!
اليوم العالمي للكتاب والمكتبات الإلكترونية ومعارض الكتب والعزوف عن الكتاب:
يحتفل العالم كل عام باليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر الذي يصادف يوم 23 من شهر أبريل، ويعود الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1995م عندما أتخذ المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قراراً بأن يكون يوم 23 أبريل من كل عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق النشر .
واليوم يعيش الكتاب مرحلة التنافس مع الوسائل التكنولوجية الجديدة في مجال حفظ وتداول ونشر المعلومات بعد أن تزايدت الأصوات التي تقول بانتهاء الكتاب في شكله التقليدي واتجاه القراء عبر شاشات أجهزة الكمبيوتر بأشكالها المختلفة.
ولتحقيق أهداف القراءة منذ الصغر طبق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت في عام 2000 برنامجاً علمياً بعنوان ( لماذا نقرأ؟) وهو برنامج موجه لفئة الشباب يحرص من خلاله المجلس على غرس حب القراءة فيهم وتشجيعهم على ارتياد المكتبات العامة وترجمة ذلك في إبداعات أدبية مختلفة، ويستهدف البرنامج القضاء على تفشي ظاهرة العزوف عن القراءة وعلاجها بشكل علمي وموجه للفئات العمرية من 6 إلى 12 عاماً .
وسيعمل البرنامج على خلق قاعدة ثقافية من الشباب وتنمية قدرتهم على التعبير عن الأفكار الخاصة بجمل بسيطة سليمة بالإضافة إلى تشجيعهم على القراءة اليومية لمدة 10 إلى 20 دقيقة لخلق عادة القراءة وكذلك تشجيعهم إلى توجيه العادة للقراءة المنهجية.
كما أن هناك مشروع رائع وطموح وهو مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برنامج موجه للطلاب وأسرهم لغرس حب القراءة بأساليب علمية مشوقة .